السبت، 10 ديسمبر 2011

الفضائيات والغزو الفكري


المقــــدمه :
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
‏ تعيش الأسرة العربية تحديا خطيرا في مواجهتها المفتوحة مع زخم إعلامي فضائي، ليس لها من الوسائل الكثير ‏لمواجهته، على اعتباره خطرا داخليا يستفيد بالدرجة الأولى من اللغة وثانيا من عجز الرقابة أو انعدامها أصلا، فلا يبقى ‏أمام ضعف خطوط الهجوم لدى الأمة إلا تعزيز المقدرات الذاتية للدفاع، و لا يتم ذلك إلا بتحصين الناشئة من سماء تمطر ‏ميوعة .

ماهية الغزو الفكري عبر الفضائيات :
هو ذلك الغزو الوافد إلينا عن طريق القنوات التلفزيونية الفضائية ، تلك الفتنة التي لم يبق بيت من بيوت العرب إلا دخلته ، فمع بداية كل يوم تبدأ جيوش من وسائل الإعلام نشاطها المحموم لتغزو العالم الإسلامي ، وتقتحم علي المسلمين في الغرفات خلوتهم ، مئات من الفضائيات تلعب دورا خطيرا في قلب مفاهيم الشباب واهتماماتهم ، وتفتح أبوابها وأبواقها وتسخر أدواتها وإمكانياتها للفكر الانحلالي الغربي

لمحة عن الفضائيات في عالمنا العربي :
من المؤسف أن الحد الأدنى من التقدم العلمي و الحرية التي هبت على العالم الإسلامي و العربي على ‏الأخص، في صورة تفاعلات العولمة لا تكاد تبرز إلا في الإعلام المرئي الفضائي الذي أضحى محل منافسة بين ‏مليارديرات عرب يتنافسون في أيهم الأكثر قدرة على ترقيص الشباب العربي، وأيهم أقدر من غيره على تعرية أكبر عدد ‏من فنانات الكليب، بينما بقت حرية الرأي محدودة في قنوات تعد على الأصابع‏ لعل الخطر القادم من القنوات التلفزيونية الأجنبية التي تبث عبر الأقمار الاصطناعية الأوربية أو ‏الأمريكية أقل بكثير مما يدخل البيت العربي في دولة ما من جيرانه أو من سياسة حكامه الإعلامية، حيث أن الجهل باللغة ‏الفرنسية أو الانجليزية لدى الأجيال الجديدة في العالم العربي يقي الشباب في عمومه من التأثر بما يبث فيها، وبالمقابل فإن ‏ما يجده سهل المنال من قنوات فاقت المائة قناة فضائية عربية يجعله يرتبط به و يتلقى رسالته كاملة.‏
أنواع الغزو الفكري عن طريق الفضائيات  :
1-              الغزو الفكري والفضائيات ذات البرامج المختلطة .
2-             الغزو الفكري والفضائيات الإخبارية
3-             الغزو الفكري والفضائيات الانحلالية
4-             الغزو الفكري والفضائيات الإباحية .
5-             الغزو الفكري والفضائيات الكرتونية
6-             الغزو الفكري والفضائيات المذهبية .
7-             الغزو الفكري والفضائيات التعليمية .
8-             الغزو الفكري والشبكات الفضائية المشفرة



سأكتفي هنا بذكر صنفين من هذه الأنواع ولو تحدثنا عنها جميعاً لطال حديثنا عنها وأصبح موضوعاً لا تتسع له إلا الكتب ....



الغزو الفكري والفضائيات الكرتونية
لقد أشغلت الرسوم المتحركة أطفالنا أيما إشغال ، فما عادوا يطيقون أن يجلسوا يوما بدون أن يشاهدوا تلك الرسوم ، أو كما يحلو لأطفالنا تسميتها بأفلام الكرتون ، حتى إنهم يرفضون اصطحاب آبائهم في أبرز المناسبات بحكم أن برنامجا كرتونيا يعارض هذا الوقت ، ويكفيك أن هذه الرسوم قد أكلت أوقات أبنائنا ، فما عاد لهم وقت لمراجعة دروسهم فضلا علي أن يجلسوا مع أهليهم ، يقول الدكتور أحمد بن عبدالرحمن الغامدي من جامعة أم القرى : ( من البديهي أن يكون المجتمع قد أدرك أن تأثير التلفزيون عموما علي الأطفال يأتي من خلال الرسوم المتحركة ومتابعتهم لها لمدة قد تصل إلي عشرة آلاف ساعة بنهاية المرحلة الدراسية المتوسطة فقط ، وهذا ما أثبتته البحوث والدراسات من خلال الواقع المعاش
وفي الأثر الذي تخلفه تلك الرسوم المتحركة ، قالت الكاتبة سارة الخثلان : ( من العوامل التي تؤدي إلي انحراف الطفل هو ما يشاهده من خلال شاشة التلفزيون ، خاصة أفلام الرسوم المتحركة التي قد تبلد ذكاء الطفل ، وتضعف عقيدته وتميع خلقه لأن الطفل أشبه ما يكون بالمادة اللينة ، سرعان ما يتشكل بما يشاهده فيأخذ أحط العادات وأقبحها
وتضيف فتقول : بل يسير في طريق الشقاوة بخطي سريعة ، فالرسوم المتحركة تلعب دورا كبيرا في شد انتباه الطفل ويقظته الفكرية والعقلية
ويكفيك أن تعلم أن الرسوم المتحركة ما هي إلا حكاية عن واقع راسمها كما يثبته علماء الاجتماع ، ومن ثم فإن كل ما تراه من مشاهد في تلك الرسوم فما هي إلا حكاية عن واقع المجتمع الذي رسم فيه الراسم تلك المشاهد ، أو عقائد وأخلاق يعترف ويتعامل بها ، ومن أبرز


آثار الغزو الفضائي الكرتوني في هدم بنيان الطفولة الإسلامية :
1-  زعزعة عقيدة الطفل في الله
مثلاً ما يحصل في برنامج ميكى ماوس ، هذا الفأر الذي يعيش في الفضاء ، ويكون له تأثير واضح علي البراكين والأمطار ، فيستطيع أن يوقف البركان وينزل المطر ويوقف الرياح ، ويساعد الآخرين ، لماذا يجعل هذا الفأر في السماء ؟ ولماذا يصور علي أن له قوة في أن يتحكم بالظواهر الأرضية ؟ إن تلك تلميحات خبيثة ، أهدافها واضحة للجميع ، لا تتطلب إجهادا ذهنيا لمعرفتها .
2-  نشر بعض النظريات والأفكار الباطلة ، ومن ذلك برنامج البوكيمون
3-  اشتمالها علي الكثير من الأخطاء العقدية الخطيرة والتي قد يعتاد عليها الطفل ويعتقد صحتها ، وهذا كثير جدا في الفضائيات الكرتونية ، كظاهرة الانحناء للغير ، حتى تكون الهيئة أقرب ما تكون للسجود والركوع ، مثل البرنامج الشهير كابتن ماجد ، فعند نهاية المباراة يقوم أعضاء الفريقين بالانحناء لبعضهما البعض بشكل أشبه ما يكون بالركوع للصلاة ، كتعبير للمحبة .
4-   تشويه صورة المتدينين سواء قصدوا أو لم يقصدوا ويظهر هذا جليا في برنامج ببياي ، والذي يصور رجلين أحدهما طيب وخلوق والآخر شرير ، يصورون ذلك الشرير علي صورة رجل ملتحي ، معيدين الكرة في استخدام أحد رموز الدين والالتزام ألا وهي اللحية ، فهم يصورون الملتحي هذا بأنه شرير ومختطف وسارق ويحب الشر ويقوم بالتفجير ويلاحق النساء أو بمعني آخر إرهابي .
5-  نشر التبرج والتفسخ و تنبيه الطفل إلي بعض الأمور المخلة بالأخلاق وهذا كثير وكثير جدا في تلك الرسوم
6-   نشر الرعب والخوف بل يتجاوز الأمر إلي فتح أفاق كبيرة للطفل في عالم الجريمة ، ذكر أن والدا طفل أرادا الذهاب لأمر ما ، وترك ابنهما في البيت لوحده فغضب الطفل ، فلما ركب والدا الطفل السيارة وجدا ضوء الإنذار مضيء كدلالة علي خلل معين ، فلما تكشف الوضع وجدا أن سلكا قد قطع وأثر القطع يبين أنه بسكين لا من نفسه ، فلما استخبرا الأمر اعترف الابن بأنه هو من فعل هذا ، وكان يريد أن يقطع سلك فرامل السيارة انتقاما منهما لأنهما سيتركانه وحده ، ولما سُأل كيف حصل علي هذه الطريقة  أخبرهما أنها من إحدى الرسوم المتحركة .

النوع الآخر الذي سأتحدث عنه :

الغزو الفكري والفضائيات الانحلالية
وهي  القنوات العربية التي لا تراعي حرمة لدين ، ولا مبادئ أخلاقية ، ولا قيود اجتماعية بل هي حرب فضائية وغزو جديد ، غزو الشهوات غزو الكأس والمخدرات ، غزو المرأة الفاتنة والرقصة الماجنة والشذوذ والفساد ، غزو الأفلام والمسلسلات والأغاني والرقصات ، وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات ، إنه غزو لعقيدة المسلمين في إيمانهم .
ليس أهم سلبية في هذه القنوات محصورة في مجرد صورة فاضحة متحركة للإعلان عن جسد شبه عار لفتاة عربية تسوق نفسها من خلال برامج تمارس من خلاله استعراض الجسد في أشكال مختلفة تحت ستار ما يطلبه المشاهدون من أغنيات وفيديو كليب أو مسلسلات مدبلجة ، أو عروض أزياء أو مسابقات لملكات الجمال وهن شبه عاريات ، أقل ما يقال عن ذلك أنه تصوير حي لانحطاط الأخلاق وانحلال القيم ، واتهام مقصود للعرب المسلمين بأنهم ظاهرة جنسية ، عبر تمويل عربي جاهل بعواقب الكسب غير المشروع ، أو جيش من النصارى يهيمن علي البرامج في تلك الفضائيات
في القنوات الغربية الجادة يستحوذ الصحفي علي إدارة برنامج ما ربما يحمل اسمه بحكم تميزه وعمق تجربته وخلفيته الثقافية وقدرته الفريدة كمحاور ، استنادا إلي رصيد هائل من المعرفة أما عند أصحاب تلك الفضائيات ، فالعكس هو الصحيح ، ففي الوقت الذي تتشبث فيه المحطة الجادة بالمذيع كلما كبر في السن فإن الفضائيات العربية الانحلالية ، ترمي بالمذيعة قبل ظهور التجاعيد علي وجهها ، إن هذه القنوات تمثل النموذج الأمثل للإعلام الذي يشجعه الغرب في بلادنا بكل سبيل ، لأنه يسيء لنا ويطعن في هويتنا ، ويخدم أعداء المسلمين بتمويل من العرب أنفسهم ، وليس بعد ذلك غزو وانتحار للذات التي شرفها الله بوجودها في بيئة مسلمة


ولنحاول أن نحدد بصور أكثر دقة الآثار السلبية التي تنجم عن هذه الفضائيات وتسهم بشكل سريع وخطير في غزو عقول الأمة وإهدار كرامتها :
1-   المحاربة لله عز وجل ولدين الإسلام ونبي الرحمة والهدي ، حيث أن معظم الفضائيات الانحلالية تدعم من قبل الدول الغربية ماديا وثقافيا ، فأغلب برامجها نقل مباشر للصورة الحية لحياة الكفار وأحلامهم ، وطعامهم وشرابهم ، والموضة في ملابسهم ، ووسائل ترفيههم ، وتفاهة أفكارهم فهي أسلحة موجهة ومسلطة علي محاربة دين الإسلام ، وتشويه صورته ، والنيل منه ، وإبعاد الناس عنه .
2-   الدعوة المحمومة للتفسخ الأخلاقي والإباحية والمجون ، والتبرج والاختلاط والسفور والحرية البهيمية ، وذلك من خلال الأفلام الماجنة والمسلسلات الهدامة ، وما تجره من تأثير سلبي علي الشباب والفتيات ، فقد حدث تبديل سريع في نوعية الحجاب المستخدم من قبل الفتيات في البلدان الإسلامية المحافظة ، وتطور هذا الحجاب بشكل واضح وملفت ، وتحول من لباس  للتستر إلي لباس للزينة والاستعراض الجسدي ، والتخفيف منه عبر اختراع موديلات جديدة يقدمها النصارى في هذه الفضائيات
3-  نشر البرامج التي تدعو إلي الاحتفال بالأعياد المحرمة كعيد رأس السنة ، وعيد ميلاد المسيح وعيد الزواج وعيد الميلاد ، ويصاحب كل حفل شرب الخمر ، ومماسة الكاسات وتفجير زجاجات الخمر ، والدعوة إلي ترويج المخدرات والمسكرات ، والسموم والآفات القاتلة من خلال الأفلام والمسلسلات .
4-  بعض برامجها الاجتماعية تورث التمرد علي الدين والأخلاق ، والعادات والتقاليد الحسنة الموروثة عن الآباء والصالحين ، مثل الترابط الأسري والاجتماعي وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار ، والشفقة بالضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام ، والكرم والشجاعة والأمانة وغير ذلك من الأخلاق الطيبة والسجايا الحسنة ، وفي المقابل تدعو هذه الفضائيات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلي الأخلاق السيئة كالظلم والكبر ، والعجب والسرقة ، والقتل والضرب والخيانة وتضييع الأمانة وغير ذلك من الأخلاق السيئة .
5-   الآثار الصحية علي المخ والأعصاب والنظر والتفكير ، لمن يطيل المتابعة لتلك المحطات ، مما يحدث الإرهاق والكسل والخمول خاصة في النهار ، بسبب السهر
6-  الأفلام التي تعني بالسحرة والمشعوذين والكهنة والدجالين وما فيها من الشركيات ، فاقت في هذه الفضائيات ما حدث في عصور الجاهلية بمئات المرات
7-  الاتصال بهذه القنوات من قبل فئة مستهترة ينتمون إلي أفضل البلاد محافظة علي الإسلام والعمل بأحكامه ، يقوم من خلاله المتصل بتقديم إعجابه بمقدمة البرامج وجمال شحمها وإبداع لحمها ، ويقدم اهداءاته إلي نسائه وأقاربه ، سواء كانت أسماء وهمية أو حقيقية.
8-  تغيير نمط تفكير الشباب والفتيات لمفهوم الهوية والعادات والتقاليد ، فلم يعد ينظر باهتمام بالغ للهوية الإسلامية وخاصة من قبل الشباب ، بل بات الأمر الهام هو كيف يحقق كل من الشاب والشابة حلمهما في تحقيق السعادة والمتعة
9-  سعت هذه الفضائيات إلي تحويل ثقافة الجيل نحو مناحي استهلاكية غير منتجة ، وذلك عبر إغراقه في بحر من الإعلانات التجارية ذات النكهة الشبقة  ، وعبر تقديم نماذج سلوكية لشباب علي الطراز الأوربي أو العبثي
10-                     تأثير هذه القنوات الانحلالية إضعاف العلاقات الاجتماعية وانعزال الفرد وانزوائه في ركن أو زاوي
11-                     من كثرة المتابعة وإدمان البرامج التي تبث في تلك القنوات ظهر صنف من النساء خالفن فطرة الله التي فطر الناس عليها
12-                     أثرت هذه القنوات بطريقة التقليد المباشر أو غير المباشر في كثرة خروج المرأة من البيت لغير حاجة ، إما مع السائق أو في سيارة الأجرة
13-                     كما أن الفضائيات أوجدت القدوة السيئة من الأمهات ، فمن المعلون أن القدوة من أهم عناصر التربية ، فإذا كانت الأم بالصورة التي صورتها الفضائيات علي أنها العصرية المتحررة ، فمن الطبيعي أن يقتدي بها بناتها

وفي دراسة بحثية ميدانية حول أخلاقيات الفضائيات وأثرها في المجتمعات ، أفادت الباحثة جيهان البيطار أن 89% من الإعلانات الموجهة للشباب تحتوي قيما سلبية كالشراهة والتبذير والانحلال ، وأن 93% من الفضائيات تستخدم السيدات ، وأن 73% منها يتم تقديمها من خلال حركات المرأة ومفاتنها ، وأن 58% منها تحتوي تجاوزا في اللغة ، وأن أكثر من النصف يحتوي إثارة في المضمون ، ومن دراسة بحثية أخري تبين أن للتلفزيون العديد من الآثار السلبية علي النوم ، والجهاز العصبي ، والجهاز الدوري ، والشعور بالتعب ، وفقدان النشاط ، والصداع واحمرار العينين وضعف الذاكرة ، وسرعة الغضب وبعض المشكلات الجلدية كالبثور وضعف المناعة ، بسبب السهر وضعف التركيز وغيرها
وليس بعد هذه الآثار المدمرة نتيجة مثمرة لمحصلة الغزو الفكري وما يريد الأعداء للفرد المسلم .


نحن بصدد كارثة أخلاقية و إن لم تتم مراجعة الأداء الفضائي العربي فإن الأمة الإسلامية و العربية ، ‏بالأخص ، تسير نحن التحول إلى عميل ثقافي للغرب يحطم جدران بيته بفأس يدفع ثمنها و بالتالي يكون قد سمح للعولمة ‏أن تقتحم حرمته الثقافية بأقل التكاليف أو بالأحرى بفاتورة دفعها هو ذاته.‏

العلاج أو الوسائل التي تخفف هذا النوع من الغزو :.
أولا : الدور على الحكومات في أن تفرض رقابة أخلاقية على ما ‏يخرج من أراضيها حفاظا على الأجيال العربية الصاعدة
ثانيا : أن التربية والتأصيل الشرعي تزداد أهميتهما في مثل هذه الأحوال ، فلا بد من الحرص علي تنمية المدارك الشرعية وتقوية الإيمان ، والخوف من الله
ثالثا : يوجد من البدائل الثقافية والترفيهية اليوم ما لا حصر له ، وذلك عبر برامج الكمبيوتر النافعة والمفيدة، فيمكن أن يملأ الشباب بذلك فراغهم من غير إضرار بهم ، بل بما ينفعهم ويوسع مداركهم .


المـــــــــــراجع :
                   
إعداد / سمر عبدالحميد الذبياني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق