السبت، 10 ديسمبر 2011

غزو المسلسلات التركية على المجتمع الاسلامي والعربي


مقدمة :
إنّنا نعيش غزوا جديدا .. لا تشارك فيه الطّائرات ولا الدبّابات .. ولا القنابل
والمدرّعات ..
غزو ليس له في صفوف الأعداء خسائر تذكر .. فخسائره في صفوفنا نحن
المسلمين ..
إنّه غزو الشّهوات.. غزو الكأس والمخدّرات .. غزو المرأة الفاتنة .. والرّقصة
الماجنة .. والشّذوذ والفساد ..غزو الأفلام والمسلسلات .. والأغاني والرّقصات ..
وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات ..
إنّه غزو لعقيدة المسلمين في إيمانهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
والقدر خيره وشره وأمور الغيب التي وردت في كتاب الله وصحت عن نبينا محمد
صلّى الله عليه وسلّم.
إنّهم استطاعوا من خلال الإعلام اقتحامَ ديارنا وبيوتنا .. وحتّى غرفَ نومِنا.. بلا
مقاومةٍ منا ولا غَضَبٍ .. ولا صيحة ولا شغب..
وفيما يلي نستعرض ما قامت به المسلسلات التركية من غزو فكري على بيوت
المسلمين...


إن تلاحق الحضارات وتبادل المعارف بين المجتمعات أمر ضروري لتطور ونمو
هذه المجتمعات، وانفتاح الدول على بعضها البعض له مزايا متعددة تساهم في خلق
جو من التعاون والتبادل الثقافي والمعرفي، بل وحتى التجاري والصناعي بينها،
ويعد الإعلام من أهم وسائل تبادل الثقافات ونشر العلوم والمعارف بين الدول.
يمتلك مجتمعنا العربي من مقومات الحضارة ما يؤهله لان يكون قدوة لباقي الأمم
والشعوب في العالم، فضلا عما يمتلكه من قيم وعادات وتقاليد وأعراف وأخلاق،
فهو إذا مجتمع يؤثر ويتأثر.
أضحت الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والمسرحيات وما شابه أفضل وسيلة لأي
دولة من دول العالم لنشر ثقافتها وأخلاقها وعاداتها الاجتماعية وقيمها بين دول
العالم المختلفة، بل وأكثرها تقبلا لدى شعوب العالم، من التقارير التي تعرض على
شاشات التلفاز.
حاولت ومن خلال هذا البحث أن اركز اهتمامي على المسلسلات التلفزيونية التركية
التي لاقت رواجا منقطع النظير في أوساط مجتمعنا العربي الذي بات يقلدها
ويحاكيها ويخصص لها الوقت الكافي لمشاهدتها والإنصات إليها، بل وشرع يؤجل
أعماله إلى وقت غير الوقت الذي تعرض فيه هذه المسلسلات، فأصبح الإقبال
الجماهيري العربي على هذه المسلسلات أمرا لم نشهد له مثيلا من قبل، حتى أن
البعض وصفها بالحمى التي تنتاب القنوات الفضائية، والذي برره البعض بمبررات
لا نجد فيها جانبا من الصحة أو خيطا من الحقيقة، فقد عد البعض هذا الإقبال نوعا
من التعطش للعاطفة والرومانسية التي كادت تفقدها المجتمعات العربية، وقال
البعض الآخر أن ما يعرض من مناطق سياحية لم نشاهدها من قبل وحب
الاستطلاع من قبل المشاهدين للتعرف على ما هو موجود في هذه البلاد كان السبب
وراء انتشارها بهذا الشكل، في حين يذهب البعض إلى أن سبب انتشار هذه
المسلسلات هو احتواؤها على العادات والطقوس القريبة للبيئة العربية وانها عالجت
قضايا اجتماعية تمثل الواقع العربي وحب المشاهد لهذا النوع من الدراما.

وإذا كان أطفالنا وإخواننا وأخواتنا وأمهاتنا يشاهدون هذه المسلسلات يومياً وبمتابعة
دورية ومنتظمة حتى وصلت الآن إلى أكثر من 125 حلقة وكأنهم يدعمونها
ويساعدون من يبث هذه السموم على تلقيها!!!
 فماذا سيحدث لو استمر عرض مثل هذه المسلسلات لسنوات مقبلة؟ وماذا لو أصبح
أبناؤنا وبناتنا بمقدورهم فعل كل ما تبرمجوا عليه من هذه المسلسلات؟ وكيف
سيكون الحال حينئذ؟!

كيف نسمح لأبنائنا بأن يتشربوا ثقافة أهل الباطل والمفسدين الذين يصورون على
أنهم القدوة وأنهم من المجتمعات الراقية والعائلات المرموقة حتى يصبحوا نسخة
عن مجتمعاتهم الفاسدة المنحلة؟!
وماذا تقول أنت أيها الأب وأنت أيتها الأم إذا علمت من أحداث المسلسل ما يلي:
حث الشباب على مصاحبة الفتيات ومعاشرتهن دون رادع من دين أو حياء وكذا
الفتيات المتزوجات أن يخرجن مع غير أزواجهن دون حسيب أو رقيب!!
أن الأم التي أنجبت بطلة المسلسل قد أنجبتها سفاحا؟ وأن البطله كذلك حملت سفاحا
من حبيبها؟
وياتي شخص آخر يريد أن يتزوجها وهو يعلم أنها زانية وفي أحشائها حمل سفاح؟
إنه باختصار تبسيط للعلاقات المحرمه بطريقة مضللة، حيث يجعلون من الزاني
والزانية، أبطالا يتعاطف الناس مع قصتهم ويصورونهم على أنهم قدوات ومثل عليا
للشباب، ويجيز لهم فعل أي شيء من المحرمات باسم الحب!!
ويكفي الذنوب التي ستلحق بمتابع هذه المسلسلات.. يكفي أن يكون الأخ والأخت
يتابعان معا هذا المسلسل بلقطاته المثيرة.. حتى أصبحنا نخاف على الفتاة من
أخيها.. ولا حول ولا قوة الا بالله.

ومن اهم مظاهر الفساد والغزو التي تبثه هذه المسلسلات الدخيلة مايلي "

أولاً : تشجيع الناس على النظر إلى الحرام :
وترك أمر الله تعالى بغض البصر ، حيث اعتاد الناس على مشاهدة العري في
الأفلام والمسلسلات وحتى في نشرات الأخبار حيث تخرج المذيعة بأبهى زينة
وكأنها راقصة والرجال ينظرون إليها متجاهلين قول الله تبارك وتعالى :
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير
 بما يصنعون )

 (( كل المصائب مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر ))

ثانياً : تزيين الحرام وتجميله من خلال :
الكفر والأفكار الإلحادية التي باتت فناً وإبداعاً ،فعلى سبيل المثال يستبدلون اسم
الخمر بالمشروبات الروحية ، والربا بالعائد الإستثماري ،والعري بالموضة ..

ثالثاً : تيسير الحرام وزرع حب الفاحشة وتيسير الوقوع فيها :
فتكرار رؤية الإنسان للأفعال المحرمة وكأنها أمراً عاديا مرافقاً لنوع من الكوميديا
يدفعه إلى التفكير فيها ومن ثم فعلها ( الزنا ، السرقة ، التدخين ، علاقات العشق
والغرام ) .
رابعا : تشجيع العلاقات المحرمة القائمة على الصداقات والزنا واختلاط الأنساب
وقبول ذلك في الأسرة الواحدة!
خامسا : ممارسة الإجهاض الذي تحرمه كل شرائع الدنيا
سادسا : تشجيع النساء للتمرد على أزواجهن وجعل القوامة في أيديهن.

فتوى حاسمة :
وصف مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مسلسل نور
التركي الذي تبثه قناة «إم بي سي» بأنه مسلسل: «منحط منحل وأي محطة تبثه
«تكون قد» أعلنت الحرب على الله ورسوله».

وقال آل الشيخ في فتواه التي نشرت ردا على سؤال حول حكم المسلسل التركي:
«هذا المسلسل قرأنا عنه في اللجنة قراءة تفصيلية، وبحسب ما قرأنا وسمعنا فإنه
«مسلسل» إجرامي خبيث ضال ضار مؤذ مفسد».

وأضاف: «لا يجوز النظر إليه ولا مشاهدته فهو فيه من الشر والبلاء وهدم الأخلاق
 ومحاربة الفضائل».

وأكد آل الشيخ أن المسلسل: «يدعو إلى الرذيلة ويحبذها وينصرها ويؤيدها وينشر
أسبابها».


ووجه آل الشيخ دعوته للشباب بألا يستجيبوا للدعوات التي تهدف إلى إفساد قيمهم
وأخلاقهم وإبعادهم عن المنهج المستقيم، قائلا: إن عليهم تقوى الله وشكر الله على
نعمه، والالتزام بالطريق المستقيم.

وفي حديث قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن العبيكان المستشار القضائي الخاص
ومستشار وزير العدل وعضو مجلس الشورى: لا يختلف اثنان على أن هذه
المسلسلات المدبلجة تعد خطراً على قيم المجتمع الإسلامي وأخلاقياته، وهي من
المحرمات، بل ومن الواجب تحصين المجتمع منها، وهنا يأتي دور وسائل الإعلام
 بأداء رسالتها السامية في عرض الأمور النافعة المفيدة ولكن للأسف فإن وسائل
الإعلام لا تلتزم بهذه الرسالة وهمها الأكبر الربح المادي.

وأضاف: على العلماء دور ومسؤولية في توعية المجتمع بخطورة هذه المسلسلات،
وعلى الأسرة مراقبة أبنائها وما يشاهدونه من أعمال وتوجيههم نحو الأفضل،
وتحذيرهم من الأعمال التي تنعكس سلباً على أخلاقهم وقيم دينهم.

هذه دعوه للشباب بألا يستجيبوا للدعوات التي تهدف إلى إفساد قيمهم وأخلاقهم
وإبعادهم عن المنهج المستقيم"إن عليهم تقوى الله وشكر الله على نعمه، والالتزام
بالطريق المستقيم".




رأي التربويين

وإزاء تلك المخاطر المحققة فإن الدعاة والمتخصصين في الإصلاح الأسري
يحذرون من آثارها السلبية على الأسرة والمجتمع نظرا لما تتسبب فيه من تفاقم حدة
ونسبة الخلافات الزوجية وزيادة حالات الطلاق في مجتمعاتنا، وتأجيج حدة الغيرة
بين الزوجين، والبحث لدى فئة من الأزواج عن نموذج ومواصفات الطرف الآخر
وفقا للمقاييس الجسدية والمادية والشكلية البحتة التي تعرضها تلك النوعية من
المسلسلات.

ويرى الدكتور أكرم عثمان، (أستاذ علم النفس)، أن الإقبال على النوعية الجديدة من
 المسلسلات المدبلجة يعكس ضعف الوازع الديني والخواء الفكري وغياب الرقابة
الأسرية؛ محذراً من مخاطر الانجراف وراء قيم التغريب والتقليد الأعمى للفكر
الغربي.

 من جانبه يقول التربوي محمد غنيم : إن البرامج والمسلسلات التي تحمل شحنات
من صور ومشاهد الحياة الغربية تنعكس بضرر بالغ على الأبناء في ظل انعدام
قدرة ولي الأمر على الرقابة بعد ثورة وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت
والفضائيات التي حولت العالم إلى قرية صغيرة لم يعد بالإمكان كما كان في سنوات
 خلت فرض رقابة محكمة على ما يشاهد ويعرض لأبنائنا.



الخاتمة :

< دعوة نوجهها إلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في أبنائهم وزوجاتهم بمنعهم من
متابعة تلك الحلقات الخطيرة على قيمنا وديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.

< وعلى ولاة الأمر والدعاة والمشايخ أن يفضحوا تلك الأفكار والأهداف وأن
يحذروا منها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره
بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان».

< إنه نداء وتذكرة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يتذكر قوله
تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النور:19)، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}
(البروج:10).
اللهم ثبت ابناءنا وابناء المسلمين على الحق والصلاح...
هذا ما استطعت جمعه وصلى الله على نبينا محمد وعلى الله وصحبه اجمعين ..



المراجع :
harem4dev.ahlamontada.com/t130-topic
http://alfrasha.maktoob.com/f92/


إعداد / أمل مسعود المحمدي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق