الخميس، 8 ديسمبر 2011

هوليوود .. !!


( .. هوليود .. )

( نظرة عامة )
عشرات الأفلام والمسلسلات الأمريكية تستقطب مليارات المشاهدين حول العالم ...ويتسمر الناس بالساعات أمام الأفلام ....مشاعر عالمية متطابقة ..يبكون من أداء ويل سميث في فيلم طريق السعادة ..ويضحكون على مارتن لورانس .وتصيبهم الحماسة مع فان ديزل في أفلام السرعة والغضب ...ويشعرون بعاطفة جميلة عندما يشاهدون تايتنك....
هذه الحالة من التطابق العالمي ..والإجماع على السينما الأمريكية ( مع أني شخصيا أراها استهلاكية النزعة وأفضل السينما الأوروبية.جعل الدول التي لديها صناعة سينما متقدمة مثل فرنسا وألمانيا وغيرها ..ترفع راية الهزيمة ..وصارت القنوات الأوروبية التي كانت تعتز بصناعة السينما في بلدها ..صارت تعرض الأفلام الأمريكية .صباح مساء..مترجمة أو مدبلجة  .
انظروا عندما يفتتح فيلم أمريكي في العالم كله ..وانظروا إلى طوابير الناس المنتظرة أمام السينمات لمشاهدة الفيلم .من كندا حتى جنوب أفريقيا ومن المغرب إلى اليابان
مدى إنتشار هوليوود
هل تصدقون أننا نعرف في بعض الأحيان نعرف عن أمريكا أكثر مما يعرفه الأمريكان أنفسهم ... العالم كله سهر الليل ليتابع الانتخابات الأمريكية ..كل قنوات العالم أفردت برامج خاصة للانتخابات..
...
الناس تتابع برامج مثل 60 MINUTES او GOOD MORNING AMERICA.... والعالم كله يشاهد اوبرا وينفري ...دكتور فيل ....برامج التسلية الأمريكية ..مثل برامج ديفيد ليترمان ..وجيمي كيميل ...الخ
العالم كله يتابع أخبار النجوم والممثلين ويتناقشون في أيهم أفضل روبرت دي نيرو ام الباتشينو ...ماهي الأفلام القادمة.لهم ....خذ جولة في الانترنت وانظر الى المواقع باللغة الهندية والفارسية والصينية والنيجيرية ...التي تفضل الباتشنو وأخرى تفضل دي نيرو
هل انجلينا جولي ...حامل؟ متى أصبح ريتشارد غير بوذيا ؟؟

إذن  هي حالة عالمية ..
( الغزو الفكري على العرب )
من ناحية فكرية دينية سياسية
هوليود وصناعة الفكر
وقد لعبت هوليوود دوما دورا أساسيا كأحد أهم عناصر الجذب والقوة الناعمة الأمريكية منذ نشأتها في بدايات القرن العشرين حيث تحظى بهيمنة واضحة على صناعة الترفيه والسينما العالمية. وقد تزايد هذا التأثير في العقدين الماضيين في ظل العولمة أو عصر المعلومات، خاصة مع انتشار الفضائيات، وشبكات الكابل التي تعرض موادً أمريكية، وتزايد اعتماد أجيال كثيرة على الإنترنت والأفلام والمواد الترفيهية كوسيلة أساسية لاكتساب أفكارهم وتوجهاتهم و تراجع أهمية الوسائل التقليدية مثل الكتب والإعلام المسموع والمكتوب. وبالتالي أصبحت الأفلام - والتي تحظى الأفلام الأمريكية فيها بموقع الصدارة- تلعب دور المؤسسات التعليمية البديلة التي يستقي منها المشاهدون ومرتادو السينما خبراتهم وأفكارهم وإدراكاتهم تجاه العديد من القضايا.
وقد لعبت صناعة السينما الأمريكية تقليديا دورا هاما في نشر الثقافة الشعبية الأمريكية وفى جذب التعاطف مع النمط الأمريكي في الحياة وتقديم نموذج جذاب للقيم الأمريكية خاصة قيم الحرية، الفردية والحراك، بحيث تكرست صورة الولايات المتحدة لدى العديد من الأجيال الشابة عبر العالم باعتبارها أرض الفرص. في نفس الوقت فقد لعبت هوليوود دورا في تبرير أو حشد التعاطف مع السياسة الخارجية الأمريكية خاصة في فترات التحول أو الأزمات، وذلك في مواجهة الآخر النازي أو السوفييتي أو الفيتنامي أو مؤخرا الإرهابي.
هوليود و تشوية العرب
لعقود طويلة شكا العرب من أن صناعة السينما الأميركية هوليوود تتحيز ضدهم وتشوه صورتهم وتعمل على تحقيرهم ونزع انسانيتهم، لكن هذه الاتهامات كانت ُتلقى جزافا دون أدلة توثـقها أو بحث موضوعي يوضح خلفياتها.
العرب السيئون "الرجل إما بدوي متوحش، أو إرهابي متطرف، أو شيخ بترول فاسد، أو سياسي جاهل، والمرأة إما جارية، أو راقصة، أو إرهابية..."!
تلك هي صورة العربي التي تبثها السينما الأمريكية، استوحاها الفن الأمريكي من خياله المريض الحاقد وكما صورها في الماضي المستشرقون، حينما تحدثوا عن أرض العرب الأسطورية والصور النمطية عن الصحراء والخيام، والسحر.

تعد سينما هوليود من أهم مصادر الترفيه في العالم، وكذا صياغة رؤى المجتمعات، من خلال التأثير على ثلاثة مستويات؛ على نظرة الرأي العام للعربي، وعلى تبني السياسات ضد العرب، وكذا نفسية العربي، وخاصة العربي المسلم.

(مشاهد هوليودية )
1-    تشوية أخلاق العرب في أعين العالم :
True Lies ( 1994 )

فلم يظهر العرب كحقيرين أغبياء و غير أكفاء لعمل أي شيء
cannonball run 2


فلم يظهر الرجل العربي كمهرج ثري جدا  لا يعرف قيمة المال  شهواني جدا و مهووس بالنساء الأمريكيات
jewel of the nile
فلم يحكي قصة شيخ يقوم باقناع امرأة أمريكية بمرافقته إلى ارض العرب ومن ثم يسجنها هناك لتكتب له ما يأمرها به
never say never again
فلم يحكي قصة عربي يستغل امرأة أمريكية ويربطها إلى سارية في الشارع بعد أن عراها من ملابسها ليبيعها لرجل بدوي
sahara



تختطف امرأة أمريكية لتقدم الى شيخ عربي شهواني ليستمتع بها
تشوية صورة  المرأة ::
في أفلام هوليوود القديمة كانت تصور المرأة العربية على أنها
راقصة و لكن الآن تصور على أنها إرهابية كما في فيلم
Black Sunday



1-    العرب جشعين أو إرهابيين
Rollover

شيخ سعودي يحاول السيطرة على العالم بأمواله  كما يحاول شراء أجزاء من أمريكا
Ernest in the army


رجل عربي ثري يخرج ليرتكب جميع أنواع الجرائم  إضافة  لإطلاقه للصواريخ
Network


فلم بطله مذيع أمريكي يظهر للشعب حقيقة العرب و أنهم يحاولون شراء أمريكا لمصلحة شركة استثمار سعودية
وسط غضب و استنفار من الامريكيين الذين عنده في مسرح و  الذين يشاهدون برنامجه ليصرخوا بصوت واحد  " أنا غاضب جدا و لن أحتمل أكثر من ذلك "
لقد كان هذا الفلم صريح جدا
1-    الغزو على الفلسطينيين
العلاقة بين السياسة والترفية .. واشنطن وهوليود
يمكننا أن نرى ذلك في الطريقة التي عرضت بها السينما  الشعب الفلسطيني
فالأفلام تظهر الفلسطينيين على أنهم إرهابيون وأنهم كلهم أشرار
  

Exodus

هوفلم عن بداية الصراع بين اليهود والفلسطينيين , و نرى الفلسطينيين إما غير مرئيين أو مرتبطين بالنازيين أو يقومون بأعمال إرهابية
Cast a Giant Shadow


هو فلم يظهر الإسرائيليين كضحايا أبرياء للعنف الفلسطيني ..!
فيذهب اختصاصي عسكري أمريكي للمساعدة الإسرائيليينفيتحدث الى رئيسه في العمل قائلآ :" إنها دولة تحيط بها خمس دول عربية مستعدة لرميها في المتوسط  لايوجد لديهم بنادق ولا دبابات و لاأصدقاء .. لا شيء , أنهم أناس يقاتلون بأيديهم فقط للحصول على جزء من الصحراء " ..!!
ففي الفلم يظهر الفلسطينيون أدنى من جميع المخلوقات فلا تراهم  سوى أشرار يحملون البنادق أو مجانين مستعدون لقتل أي أحد في أي مكان و في أي وقت و لأي سبب ..
و الصورة الأكثر وحشية هي صورة حافلة تحترق و امرأة  إسرائيلية مربوطة على جانبها ومحفور على ظهرها نجمة داوود .
Black Sunday



يعرض المرأة الفلسطينية كإرهابية تعيش في الولايات المتحدة و تقول لأحد  تابعيها :  " اضربهم حيث الأذى أكبر "
وتذهب بمنطاد فوق ملعب ميامي لتحاول إبادة 80 ألف أمريكي في مباراة السوبر بول و تقتل أي شخص يعترض طريقا بدم  بارد .
Death Before Dishonor
إحدى الصور الأكثر تحقيرا للعرب و الفلسطينيين حيث
يقتلون حارسا بتفجير رأسه ثم يبيدون عائلة إسرائيلية
و يخطفون رجلآ من البحرية الأمريكية ويعذبونه وبكل دم بارد يقتلون أخر
و يحرقون علماً أمريكيا امام السفارة الأمريكية ثم يرسلون إنتحاريا ليفجر نفسه داخل
السفارة

the Delta Force


حيث يخطف الفلسطينيين طائرة ويروعون المسافرين و خاصة اليهود منهم
True Lies


الفلم الأكثر معاداة للفلسطينيين  ويعرض هذا الفلم أسبوعيا مرة تلو الأخرى
كجزء من الإرث البصري  الهوليودي ..؟!
قاعدة هوليوديه  ::
لايمكن ان ترى أبدا الفلسطينيين الذين يعانون الإحتلآل أو الفلسطينيين في مخيمات الاجئين  أو الفلسطينيين الضحايا الذين يقتلون أو الفلسطينيين الأبرياء فلا يسمح بظهور هذه الصور .. لماذا ؟
هل هناك قاعدة في هوليود تنص على أننا لا نستطيع أن نظهر الفلسطينيين بشكل إنساني ؟ الا تساوي حياة طفل فلسطيني من وجهة نظر هوليوود حياة طفل يهودي ؟





1-    هوليوود و قتل العرب في الأفلام :
تظهر هوليوود مشاهد لأمريكيين يقتلون العرب بطريقة عشوائية  ، لترسخ صورة قتل العرب في الأذهان و لتكون رؤية عرب يقتلون أمرا طبيعيا وبديهيا بالنسبة للمشاهد .
Iron Eagle
في هذا الفلم نرى مراهقا أمريكيا يقود طائرة ويقصف بلدا عربيا
Navy Seals



و هذا فلم يعرض أمريكيين يذهبون إلى لبنان ليقتلون الكثير من العرب كأنهم يلعبون لعبة مسلية !!
Rules of Engagement



فلم تدور أحداثه في اليمن !! " فلم من أقوى الأفلام "
حيث تحدث مظاهرات عنيفة و يقومون باجلاء الموظفين  الأمريكيين و بينما يفعلون ذلك يقوم رجال البحرية الأمريكية باطلاق النار على اليمنيين المتجمهرين في الساحة بما فيهم النساء والأطفال .
و في أثناء التحقيق يذهب المحامي الى اليمن ليحقق في الأمر و يبدو لنا واضحا أن رجال البحرية هم من إرتكبو هذه المجزرة و في أثناء تحقيقه شاهد المحامي طفلة صغيرة بريئة  لا تملك سوى رجل واحدة " من جرا المجزرة الأمريكية " فتبعها و وجد حديقة مستشفى مليئة بالضحايا المدنيين  و وجد بجانب سرير أحدهم شريطا صوتيا فأخذة ..
و عندما تمت ترجمة هذا الشريط في المحكمة بدء المحامي يغير رأيه فيمن هو مسؤول عن هذه المجزرة  حيث كان الشريط لشيخ إسلامي يخطب فيقول :" من واجب كل مسلم قتل الأمريكيين و حلفائهم المدنيين منهم  والعسكريين "
وفي النهاية نكتشف أن المدنيين اليمنيين ليسو أبرياء  ويتبين أنهم هم من أطلقو النار أولا على رجال  البحرية الأمريكية ..!!
وفي لحظة ستبقى محفورة في ذاكرة هوليوود السيئة نكتشف أن الفتاة الصغيرة البريئة ذات الرجل الواحدة  التي تعاطفنا معها , يتبين أنها ليست أفضل من أولئك اليمنيين الإرهابيين حيث تظهر حاملة مسدسها بمهارة عالية وتصوب باتجاه الأمريكيين..!!
لذلك عندما يصرخ رئيس البحرية الأمريكية :" أقضوا على هؤلاء الأوغاد " يكون المشاهد الى جانبه !!
الغرض من الفلم /
تبرير مجزرة النساء و الأطفال , فهم لآ يختلفون كثيرا عن الرجال الإرهابيين .
فكلهم إرهابيون تجب إبادتهم و عدم التعاطف معهم .!



أثار هوليودية
الآن الخوف من الاسلام اصبح جزء من عقول العالم , كلمات مثل : عرب و مسلم هي كلمات خطيرة !
و اذا كانت الكلمات خطيرة فماذا عن الصور ومشاهد المسلمين التي تعرض على شاشات التلفاز !
لقد كان دخول الأمريكيين الى العراق سهلآ جدا لماذا ؟
بسبب الصور و المشاهد التي عرضت  في السينما و الأفكار السيئة التي نشرت عنهم لمدة تزيد على قرن من الزمن ..! قرن من التحقير و الحرب التلفزيونية ..!
هذا بالإضافة الى أحداث الـ 11 من سبتمبر التي نسبت أحداثها الى مليار و 300 مليون شخص بدلآ من أن يقولو بأنها أعمال مجموعة متطرفة إرهابية !!
عندما حدثت سلسلة من التفجيرات في ايرلندا قال الجميع ( سي بي اس و اف بي أي وغيرها من مكاتب التحقيقات ) و بدون أي براهين : " إن هذه الأعمال تحمل الطابع الشرق الأوسطي "  حتى أنهم استعانوا ب 10 محققين يجيدون اللغة العربية , وفي النهاية كان المجرم فتى ايرلندي كاثوليكي و لكن " طبعا " لم يتطرق أحد الى ديانته ولم يقل أحد " إنه يرتاد الكنيسة الفلانية ! "
ما سبب ذلك ؟
الجواب / لأنهم ترعرعوا مع الصور النمطية التي تبثها الأفلآم !
لذلك عندما يعذب المسلمين الأبرياء و عندما يشعرون بالعجز و ينفون من منازلهم ..
و عندما يعذبون في أماكن مثل أبو غريب ، هل نتفاجئ من عدم التعاطف معهم ، بل أسوء من ذلك وهو تبريرهم لأنفسهم هذا التعذيب !! فهم مبرمجون ومعدون على أن هؤلاء المدنيين ليسوا أبرياء بل إنهم مستنسخون من القاعدة ! متشابهون لا يستحقون التعاطف والرحمة ، وهذا خطير جدا .
فارتفعت جرائم القتل في أمريكا والتي يسمونها "جرائم الكراهية " و التي تستهدف المسلمين و كل شخص يحمل ملآمح شرق أوسطية  .
و لقد تمت محاصرة الآف المسلمين الآمريكيين و إعتقالهم بدون أي محاكمة !
على ماذا يدل ذلك ؟
هذا يجسد لنا قوة الأفلآم فبرغم الحقيقة والوقائع التي يعرف العالم عن المسلمين ويعلمون بأنها صحيحة ما زالوا متمسكين بهذه الصور النمطية  و أساطير الآفلآم .!


المراجع ::
1-    القوة الناعمة
2-    العرب الأشرار في السينما.. كيف تشوه هوليود أمة"

 إعداد / زينب محمد العوفي .












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق