الاثنين، 19 ديسمبر 2011

أفلام الكارتون الأجنبية غزو فكري لعقول الأطفال



مقدمة:
من منا ينكر خطر الشاشة الصغيرة على الأطفال، أثرت في سلوكهم، وزودتهم بثقافة صِيغتْ بأيدٍي موثوقة وغير موثوقة، فظهرت فيهم الأمراض الاجتماعية المختلفة، والتي من أبرزها الكسل والتواكل، وما يسمى (التسطيح الثقافي)، لقد غدت شريحة كبيرة منهم مفرغة من انتمائها للأمة والوطن.
ما جاء في هذا الكتاب غيضٌ من فيضٍ مما عاينته – في أثناء عملي في هذا المجال- من السموم التي تكتسي ثوباً أنيقاً يُغذَى بها أطفالنا على مرأى منا ومسمع.
إنها سيل جارف، وصناعة عتيدة لا نستطيع بقوانين المنع والإكراه البغيضة أن نتجنب آثارها السيئة.
وإذ أضع هذا الكتاب بين أيدي القراء أدعو المهتمين ببرامج الأطفال إلى مضاعفة النشاط والجهد لسد ثغرة تأتينا منها سهام تصيب القلب والفكر فتجعلهما صريعين..
إننا في حاجة إلى عشرات البرامج البناءة، والمسلسلات النقية، والأفلام الهادفة التي تزود أطفالنا – أغلى ما عندنا- بفكر خلاق، ومتعة آمنة.
تعريف الغزو الفكري/ هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى، أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة   معينة، وهو أخطر من الغزو العسكري، لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية، وسلوك المآرب الخفية في بادئ الأمر، فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له، وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه، وتكره ما يريد منها أن تكرهه.
وهو داء عضال يفتك بالأمم، ويذهب شخصيتها، ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها، والأمة التي تبتلي به لا تحس بما أصابها، ولا تدري عنه، ولذلك يصبح علاجها أمراً صعباً، وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً.
وهذا الغزو يقع بواسطة المناهج الدراسية والثقافية العامة، ووسائل الإعلام، والمؤلفات الصغيرة والكبيرة، وغير ذلك من الشئون التي تتصل بالأمم، ويرجو العدو من ورائها صرفها عن عقيدتها، والتعلق بما يلقيه إليها، نسأل الله السلامة والعافية هذا الكلام للعلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله
إيجابيات أفلام الكرتون /
يقول إدريس الكنبوري ‘’إن أفلام الكرتون تعطي الطفل فرصة الاستمتاع بطفولته وتفتح مواهبه وتنسج علاقاته بالعالم حوله. وتؤثر في وجدان الطفل، إلى الحد الذي يحقق حالة التماثل القصوى، لأن الصورة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه، وتحدث استجابات معينة في إدراكه، تساهم فيما بعد في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله، لأنه يختزنها وتصبح رصيده الثقافي والوجداني والشعوري. لكن الصورة والرسوم ليست مستقلة عن الأبعاد الثقافية وعن الهوية الحضارية، فالصورة في نهاية الأمر وسيلة تبليغ وأداة تواصل وجسر بين الطفل والرسالة المحمولة إليه’’. بينما ترى فوز كردي صعوبة في تحديد نقاط إيجابية في قولها ‘’ربمــا من الصعب تحديــد نقاط إيجابيــة ونسبتهــا لأفلام الكرتون عموماً، إنما لفيلم خاص بعينه.. فهنــاك أفلام كرتونية تخدم جوانب معينــة في حياة الطفــل، وفي الوقــت نفسه تهــدم جــوانب أخرى’’.
سلبيات أفلام الكرتون المستوردة /
نلمس هذه السلبيات في كلمات ميسرة طاهر حين قال محذراً من الآثار الناتجة عن اعتماد أفلام الكرتون على الإثارة والعنف، ويؤكد أن تلك الآثار تخزن في العقل غير الواعي للطفل مما يجعل احتمال تأثيرها السلبي وارداً ولو بعد حين.
وقد أجرت المنار استبياناً على مجموعة من الآباء والأمهات معظمهم من المثقفين وطرحت عليهم السؤال الآتي: هل تشعر بخطر على طفلك من مشاهدة أفلام الكرتون - فكانت الإجابة كالآتي:
*% 56
يشعرون بخطر على الطفل.
* %37
يشعرون بالخطر أحياناً.
* %7
لا يشعرون بأي خطر على الإطلاق.
مما يؤكد أن أكثر من% 50 لديهم الاستعداد للتفاعل مع أي دراسات أو توصيات تصدر في هذا الشأن
 أهمية التلفاز في إعلام الطفل/
في الاستبيان  الذي شمل ثلاث مدارس للأطفال (ذكوراً وإناثاً) تبين أن .61% من
الأطفال يعتمدون على القنوات الفضائية في مشاهدة أفلام الكرتون، الأمر الذي أكد لنا خطورة الدور الذي يلعبه هذا الجهاز الصغير في بيوتنا، مما يلقي المسؤولية على المؤسسات الأكاديمية المعنية
 وحول سؤال عن عدد الساعات التي يقضيها أولادنا في مشاهدة أفلام الكرتون أتت الإجابات على النحو التالي :
؟ ساعتان ( 55% )
؟ ثلاث ساعات ( 21% )
؟ أكثر من ذلك ( 24% )
ويرى أسامة جستنية أن أفلام الكرتون من أهم وسائل التثقيف للطفل عندما يتم مقارنتها بالوسائل الأخرى مثل الكتاب والكاسيت والوسيلة التعليمية.. الخ لإمكان تحقيق التشويق من خلال هذه الوسيلة لتنفيذ أي فكرة، خصوصا الأفكار الخيالية، فإن فيلماً كرتونياً واحداً لمدة ثلاثين دقيقة يساوي في أثره آلاف الكتب وهذا لا يعني التقليل من شأن الكتاب الذي يأتي في مقدمة الوسائل التعليمية التثقيفية الترفيهية المهمة وهو ليس مجال نقاشنا الآن، ولا بد أن نواكب العالم ولو في جانب إنتاج أفلام
الكرتون التي تواكب التطور المذهل في عالم تقنية المعلومات
من أبرز مسلسلات الكارتون التي بقيت في ذاكرة العديد من الأطفال في الدول ‏العربية:
‏-مسلسل كرتوني بعنوان
"
البوكيمون": حشرات أو شخصيات يعتمد عليها اللاعب للفوز ‏على اللاعب الآخر.
‏- مسلسل كرتوني باسم
"أبطال الديجتال" وتم عرضه على عدة
أجزاء وأيضا تم تنفيذه ‏في اليابان.‏
‏- بات مان
"الرجل الوطواط"
يُقاتل الشر وأيضا تقريبا نفس السيناريو في المسلسل ‏الكرتوني سوبرمان الذي ينقذ الناس دائما قبل وقوع المصائب.
‏-
سلاحف النينجا وغيرها من المسلسلات الكرتونية جعلت السيوف والرماح أمر عادي ‏وجميل أن يتصارعون بها.
سلوك عدواني/
تعتبر البرامج التلفزيونية "والأفلام الكرتونية " التي تنطوي على مشاهد عنف "متنفسا" ‏لكثير من الأطفال لتفريغ انفعالاتهم,
 ذلك أن تلك المشاهد لم تؤثر باتجاه نبذ العنف أو ‏تقليل الميل
نحوه، بل كانت على العكس من ذلك.

ولخصت دراسة إعلامية أجراها ‏الدكتور جليل وادي في جامعة ديالى مجمل النتائج التي تمخضت عنها الأبحاث الميدانية ‏والنظرية بشأن تأثير العنف في وسائل الأعلام على جمهور الأطفال بالنقاط الآتية: ‏‏
‏- أن الأطفال يتعلمون العنف من خلال ملاحظة أشخاص يقومون بها في وسائل ‏الأعلام.
‏- أن الأطفال الذين يتعرضون لوسائل الإعلام غالبا ما يقلدون العنف الواقعي وليس ‏العنف الخيالي.
-أن حالات الإحباط النفسي هي الشرط الأساسي لتقليد العنف المتعلم من وسائل الإعلام.
‏- أن تكرار التعرض لمشاهد العنف في وسائل الإعلام يؤدي إلى
انعدام الإحساس تجاه ‏العنف والسلوك العدواني بما يجعل الأطفال ميالون إلى التسامح مع العنف بكل أنواعه.‏
-ويجد الشوبكي من جهته، أن الأطفال من الممكن أن يتعرضوا لحالة من العزلة جراء ‏مشاهدة هذه البرامج، وابتعادهم عن الألعاب التقليدية، فضلا عن اضطرابات في النوم وشعور بالتوتر.
ويحذر من خطورة تعزيز الجريمة لدى الطفل من خلال تقليد الأدوار التي يشاهدونها، ‏مستذكرا الأطفال الذين تعرضوا للموت بسبب تقليد شخصية أحبوها وتعلقوا بها.‏
لهذا الأمر ينصح الشوبكي الأهل بمراقبة الأطفال، وأن يدركوا أن عقلية الطفل ما تزال ‏غير ناضجة لفهم المشاهدات ومدى
حقائقها، خصوصا عند مشاهدة المسلسلات الخيالية ‏البعيدة عن الواقع.
الطفل المشاهد:.                      
قال أحد أكبر جراحي المخ في العالم الدكتور "بن كارسون" في خطاب وجهه إلى ‏الأطفال إن نقطة التحول في حياته كانت يوم أن أغلقت والدته جهاز التلفزيون مما أجبره على القراءة وفي حين اعتاد
 الآباء والأمهات هذه الأيام على ترك أطفالهم جالسين أمام شاشة ‏التلفزيون طوال اليوم دون محاولة التعرف على المضمون المقدم لهم حيث يتركونهم ‏عرضة لكل ما يمكن أن يقدم بما فيه من مشاهد عنف وقتل، أخذت تزداد تصرفات الأطفال العدوانية أو عدم المبالاة
لديهم  .
وأخيرا/ ويشير الفلكاوي إلى أن الطفل العربي معرض لفقد هويته الثقافية فالكارتون الأجنبي يسوق بثقافة وحضارة المجتمعات الغربية، وبسبب هذه الأعمال أصبح أطفالنا يجيدون ‏اللغة الانجليزية أكثر من العربية ويتخذون من الملابس ونمط الحياة شخصيات الكارتون ‏نموذجا وقدوة.
   المراجع:                                                                                 

                     http://www.alwaqt.com/art.php?aid=50350                                                                     

http://www.moslimonline.com/?page=detials&id=273


إعداد / مرام عليثة السحيمي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق