الخميس، 15 ديسمبر 2011

الشات





بسم الله الرحمن الرحيم
أن الحمد الله نحمده و نستعينه و نستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات إعمالنا،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
يقولون لقد أصبح العالم قرية صغيرة ،فهل تعلمون السر في هذا ؟
أن هذا القول صحيح تماماً رغم أن الأرض هي الأرض...فما الذي قرب إبعادها ولم إطرافها؟ أنها وسائل الاتصال الحديثة بشتى أنواعها وبتطورها المتسارع المذهل.
سبحان الذي علم الإنسان مالم يعلم:(وفوق كل ذي علم عليم)
(وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).
اقصد هنا بالتحديد الانترنت وبين قوسين تلك الغرف إلي وجدت للتحدث بين كافة الأعمار والجنسيات والديانات بمواضيع بالغالب تكون ليست سواء ضياع للوقت بلا  أدنى فائدة وببساطة التعارف بين الجنسين و تعلق قلوب الفتيات بالكلمات المعسولة ولكن لربما توجد بعض الفوائد التي لا يمكن إنكارها جميع هذا ترمز له كلمة (الشات) أو الدردشة.
سأتطرق إلى هذه الظاهرة التي تفشت في عالم الانترنت ما هي؟وهل لها فوائد؟وما إضرارها؟ومن ضحاياها؟ وكل ما له صلة بهذا الشأن.






الشات :
هو شكل من إشكال التواصل عبر شبكة الانترنت بين شخصين أو أكثر عن طريق الكتابة بواسطة لوحة مفاتيح الكمبيوتر أو الصوت.


لا شك أن هذه الوسيلة تجمع بين الجنسين وقد سأل الشيخ  حامد العلي عن هل محادثة المرأة للرجال عن طريق هذه الوسيلة حلال أم حرام؟
فكانت إجابته انه لا يصح من المسلمة أن تتخذ من شباب ليسوا من محارمها وسيلة للمؤانسة بالحديث والحوار حتى لو كان ذلك على شبكة الانترنت،ولهذا قال تعالى:(و إذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم و قلوبهن).ويفيد ذلك إن الأصل أن الحديث بين المرأة والرجل الذي ليس من محارمها على قدر الحاجة عند سؤال المتاع مثلاً،كما قال تعالى عن ابنتي الرجل الصالح:(فجآءته أحداهما تمشي على استحياء قالت ا نابي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا).ونحو ذلك مما تدعو له  الحاجة 

أما الاسترسال بالحديث بين الجنسين ،كما يحدث الرجل الرجل،أو المرأة المرأة،فما هذا إلا من سبيل الشيطان،يبدأ الشيطان بخطوة المحادثة،ثم ينتقل إلى خطوة أخرى:التعارف الأخص ثم العلاقة، ثم التعلق القلبي إلى إن يحصل ما لا تحمد عقباه


و نحن لا نستطيع أن نقول مجرد الحديث الوارد في السؤال في الأمور المباحة محرم في حد ذاته،ولكنه طريق إلى الحرام،ولهذا لا يجوز وضع المحادثة بين الجنسين في (التشات)بالصورة التي هي منتشرة على الشبكة و الله اعلم.
من هنا انتقل إلى فوائد وإضرار (الشات):
وجدت عدة محاورات وأراء في مواقع الانترنت و في بعض الكتب ومنهم من ذكر بعض الفوائد وهي:
1 – تبادل الملفات ومختلف أنواع البيانات مع زملاء العمل أو الدراسة.
2 – الاتصال بأحد المعارف الذين يقطنون بعيداً مثل:عائلة موجودة خارج البلاد.
3 – التمرن على التحاور والكلام باللغة العربية أو اللغات الأجنبية.
4 – الحصول على خبرات وثقافات جديدة.
5 – اكتساب صداقات جديدة.
وقد  قرأت في كتاب (ضحايا الانترنت) بأن من يقول إننا نكتسب الأصدقاء فهو مخطئاً ويخدع نفسه للأسباب التالية:
أولها:كلنا نعلم انه حرام على كلا الجنسين أن يمازح و يلاطف غير محارمه وهذا للأسف منتشر كثيراً في تلك الغرف أثناء المحادثة.
ثانياً:الكلام غير اللائق بين المتحدثين بعض الأحيان.
ثالثاً:حتى لو القصد التسلية فلا نستبعد أن  يستلطف أحدهم شخصية من الجنس الآخر فهذا غير لائق ولا يسمح ديننا الحنيف أن نكون بهذه الأخلاق المقتبسة من الغرب.
رابعاً:هل يرضى الرجل أن يجد زوجته أ, أخته مصادقة رجلاً تمازحه ويعجبها أسلوبه وتنسجم معه واحتمال أن تتطور الأمور فيتبادلون الصور أو الأرقام.طبعاً لن يرضى الرجال بذلك فلماذا يرضاه لبنات الناس و لماذا يسمح لنفسه بالخطأ ما دام لا يرضاه لمحارمه؟!
و أنتي أختي العزيزة هل ترضين أن يستهزئ بك الرجال أو يستخفوا بك وهل ترضين أن تجدي زوجك جالساً يحادث نساء ويلاطفهن و يعجب بأسلوب واحدة منهن وربما يحبها ويقارنها بك، طبعاً لن ترضي ذلك.
خامساً:هل يعقل أن الأشياء الممنوعة بالتلفون أصبحت مسموحة بالانترنت وما الفرق؟وهل يعقل أن نستخدم كل تقدم يدخل بلادنا بالسلبيات.
إضرار ومخاطر الشات:
1 – ضياع الوقت بلا فائدة:لأنه يجذب مستخدمه من شخص لأخر ومن موضوع لموضوع آخر فيمر الوقت مرور البرق دون أن نشعر به.
2 – إهمال الواجبات تجاه الدين و الأسرة وتجاه العمل و الدراسة و التقصير بها.
3 – انتشار الكذب بين الجنسين:وذلك حتى يحصل الشاب على اهتمام الأنثى وثقتها فيوصف نفسه بصفات ليست موجودة عنده ويدعي الخوف عليها والاهتمام بها والعكس صحيح.
4 – طغيان الشر على الخير:عن طريق تسهيل المعاصي وتبرير الأسباب لها والحث عليها.
5 – انتشار الرذيلة ونشرها:فالبعض منهم قد يدخل لهذا الغرض ومن الفتيات من تتاجر بعرضها و شرفها بكل بساطة مقابل مبلغ مالي.
6 – التأثير على ضعيف الإيمان:وذلك الاختلاط كافة الجنسيات والثقافات والديانات فيمكن إن ينحرف عن الطريق المستقيم أي شخص لديه ضعف إيمان بالله.
7 – تشير بعض الأبحاث إلى إن كثرة الجلوس على الانترنت تؤدي إلى فقدان حاسة اللمس لأطراف الأصابع الجزئية و الكلية أحيانا بسبب استعمال لوحة المفاتيح.
8 – ضعف العلاقات الاجتماعية مع الأهل و الأصدقاء.
9 – التعرف على صحبة السوء.
10 – الغرق في أوحال الدعارة و الفساد.
11 – و لا نستطيع إن ننكر مدى ضرر الجلوس الطويل إمام الكمبيوتر على سلامة أعيننا و أيضا يؤثر على الجلد.
12 – تعود الفرد المستخدم له على السهر عند البعض وقلة النوم وبالتالي إصابته بالتعب والإرهاق أحيانا.
13 – تفتح عقول المراهقين على مواضيع اكبر من أعمارهم مما يشغلهم عن أداء واجباتهم.
بهذا الشأن قد اطلعت على كثير من القصص التي كانت نهايتها مؤسفة بالغالب وكانت البداية بضع كلمات لا أكثر منها فتلك التي أحبت أخاها من دون إن تعلم وتلك التي دمرت أسرتها وتلك التي فقدت زوجها وتلك التي فقدت دينها ونهايات كثيرة غيرها.
صور توضيحية 








أمثلة للأسماء المستعارة (النك نيم) في الشات

رسم كرتوني يوضح الزواج عبر الانترنت
رسومات كركتورية تبين النصب والاحتيال والكذب بين المتحدثين
الأهمال في الدراسة

محادثه في الشات وجود احاديث للرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لا تاثير 

في نهاية هذا البحث المبسط أحببت إن اطرح رأيي الشخصي بهذه القضية
بعد كل ما ذكرت في الصفحات السابقة لا أجد أي فائدة من الدخول إلى الشات وذلك لأننا وان قلنا إننا نريد الاستفادة فإلى أين قد ذهبت الكتب و المحاضرات و اللقاءات الهادفة و الدورات ومواقع الانترنت التعليمية فهناك وسائل كثيرة لمن أراد التعلم و الاستفادة إما هذه الغرف فليست إلى مضيعة للوقت ففي البداية يدخل الشخص ساعة أو اثنتان ولكن تزداد ساعات دخوله ويشتد أكثر لها فيلبث اليوم بأكمله إلا ساعات نومه وهو مقابلاً لهذه الشاشة و أصابع يده تضغط على لوحة المفاتيح فينشغل عن مهامه و واجباته فالطالبة تهمل دروسها والزوجة تهمل زوجها والأب يهمل أطفاله والذي يدخل الشات لهدف نبيل أو لفائدة مرجوة كما يدعي الكثيرون يشبه من يريد اقتطاف زهرة من حديقة جميلة و كبيرة تملؤها الذئاب وما أن يدخل الحديقة ليقطف الزهرة حتى تتهافت عليه الذئاب المتمرسة في الصيد من كل ناحية وصوب أما الذي يدخلها لهدف خبيث فهو يشبه الذي يدخل سوقا كبيراً بأحسن زينته ليبحث عن الفواحش ويفعل ما يحلو له ولا توجد أي رقابة و لا حدود للحركة فالكل شباباً وفتيات في حرية تامة وبلا رقابة وبمجرد قرب وجود الأهل قريباً من شاشة الكمبيوتر يستطيع الشاب أو الفتاة بكبسة زر إغلاق تلك النافذة.
وهذا لامر قد اتى من الغرب كما اتت اشياء كثير حديثة ودخيلة لما تكن لدينا فشغل الكثير من شبابنا.
لذلك من الأفضل لنا الابتعاد عن مثل هذه الوسائل ومحاولة الاستفادة من المواقع الجميلة والمفيدة والمكتبات الالكترونية الموجودة على شبكة الانترنت أفضل من إن نمكث الساعة تلو الساعة على كلمات بلا معنى.
وأخيرا يجب على من أراد إصلاح نفسه و البعد عن استخدام هذه الغرف الاقتراب أكثر من الله عز وجل وذكره ودعائه وقراءة القرآن والتحدث مع الأهل والأصدقاء و التقرب إليهم أكثر والحرص على صلة الرحم و أداء ما عليه من واجبات ومحاولة ضبط ساعات جلوسه على الانترنت بشكل عام حتى لا يذهب إلى ما ليس بفائدة ومراقبة الله بجميع أفعالنا وأقوالنا وتحديد الهدف من دخول الانترنت.
 إلى هنا أكون قد انتهيت من أداء هذا البحث المبسط الذي حاولت بقدر استطاعتي ذكر كل ما يختص بهذه القضية وذكرت بعض الحلول لها في نهاية بحثي وقد استعنت في أداء هذا البحث بعدة مراجع هامة أتمنى إن يحوز على الرضا والقبول وأنال الدرجة المرجوة  وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المراجع المستخدمة:
1 – ضحايا الانترنت /احمد سالم بادويلان.
2 – شبكات الانترنت /شيريل كيرك

إعداد / بشرى محمد الاحمدي










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق