الاثنين، 12 ديسمبر 2011

إفساد المرأة


بِسمِ اللِه الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
                                                                                                                               (سورة الصف آية 8)




الغزو الفكري هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة. وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه. وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً.

أهداف الغزو الفكري :

والغزو الفكري على الأمة الإسلامية يهدف إلى :

1-  إزالة مظاهر الحياة الإسلامية من حياة المسلمين .
2-  إقامة سلوكيات النصارى مكانها .
 قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ).
3- إذا لم يتقبل المسلمون التنصير فلا مانع من إخراجهم من الإسلام وإبقائهم بغير دين .


والغزو الفكري له مظاهر كثيرة ومتعددة، تكاد تشمل جميع جوانب الحياة، بناءاً على دراسات دقيقة لأحوال المجتمعات الإسلامية. 
فقد خطط أعداء الأمة الإسلامية، وتدارسوا الأمر فيما بينهم، ووضعوا مخططات تنفذ بكل دقة ونظام، وتوالت مظاهر الغزو الفكري تنتشر بين المسلمين، والتي يلمسها المراقب والباحث، والتي سوف نقف على بعضها من خلال المجالات التالية:

أولاً: حملات التشويه: 
وقد مست كل ما يتصل بالإسلام من عقائد، ونظم، وتراث، وتاريخ، وفكر، وحياة، ومن أمثلة ذلك: 
(1) - محاولة تشويه عقائد المسلمين، بغير سند ولا دليل. يقول رينان الفرنسي، وهو يصور عقيدة التوحيد في الإسلام : (بأنها عقيدة تؤدي إلى حيرة المسلم. كما تحط به كإنسان إلى أسفل الدرك). 
ودائرة المعارف الإسلامية في إحدى طبعاتها تزعم أن "ابن تيمية" كان مسرفاً في القول بالتجسيد، ومن ثم كان يفسر كل الآيات والأحاديث التي تشير إلى الله بظاهر اللفظ، وقد تشبع بهذه العقيدة، إلى درجة أن ابن بطوطة يروي عنه، أنه قال من منبر جامع دمشق: (إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا، ثم نزل درجة من درج المنبر). 
(2) - محاولة تشويه القرآن الكريم، وهي محاولة قديمة وحديثة، وهي كغيرها بعيدة عن العلم والمنطق. يقول المستشرق جب: (إن محمداً قد تأثر بالبيئة التي عاش فيها، وشق طريقة بين الأفكار والعقائد الشائعة في بيئته، فالقرآن من صنع محمد صلى الله عليه وسلم ومن ملاءمات هذه البيئة التي عاش فيها. 
(3) - محاولة تشويه السنة النبوية، التي جندوا ما جندوا من أقلام، وكتب، ومجلات، وبحوث.
(4) - محاولة تشويه شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. 
(5) - محاولة تشويه التاريخ الإسلامي، وهي من أخبث المحاولات وأكثرها دهاءاً ومكراً فقد صور هؤلاء الحاقدون على الإسلام والمسلمين، أن الفتوحات الإسلامية فتوحات غزو واستعمار، وأن الخلافة الإسلامية خلافة تآمر، وسفك للدماء، وغير ذلك كثير مما لا يقره عقل ولا دين. 
(6) - محاولة زعزعة الإيمان بالغيب عند المسلمين، ولذا جاءت المحاولة تشكك في كل ما لا تدركه الحواس، وتفسر الجزاء عند المصدقين به. . بأنه جزاء روحي، والجنة والنار بأنهما شعور نفسي. 
(7) - محاولة تشويه نظام الحياة الإسلامية، وبأنه لا يوجد نظام للحياة معروف في الإسلام من خلال: 
- اتهامهم للقوانين والنظم الإسلامية بالرجعية وعدم القدرة على مواكبة ركب التحضر والتقدم. 
- اتهامهم النظم الإسلامية بالمحلية والقصور والإقليمية. 
- اتهامهم بأنها عند التطبيق والتنفيذ، تعتمد على وحشية أو همجية أو قسوة، وبخاصة فيما يتصل بالرجم والقطع والجلد. 
- اتهامهم للقوانين والنظم الإسلامية، بأنها لم تحظ بإجماع المسلمين عليها، في عصر من العصور. 
- اتهامهم لها بأنها تتجاهل الأقليات غير الإسلامية ، في ظل الدولة الإسلامية.

ثانياً: إحياء النـزعات الجاهلية التي لا تتفق مع تعاليم الإسلام كالدعوة إلى القومية، والدعوة إلى الفرعونية، والآشورية، والفينيقية، وما جرى مجرى هذا، مما يتنافى مع الإسلام.

ثالثاً : الدعوة إلى التحلل والإباحية: من أجل طعن الأمة في أخلاقها وقيمها، وقد شاعت في المجتمعات الإسلامية أمور تعافها الفطر السليمة. ولكنه الانحراف الذي لا يعترف بالقيم الفاضلة.

رابعاً: إبعاد العلماء والدعاة عن مراكز التوجيه والسلطة والقيادة: وذلك أمر له خطورته. وفي بعض المجتمعات تقلص دور العلماء، وأصبح قاصراً على خطبة الجمعة، وبعض الأحاديث التي تخضع للعيون الساهرة والمراقبة الدقيقة، وأصبح بعض العلماء يجرون وراء المناصب جرياً، تذل له الجباه، ويطلبون المناصب بما لهم من مآثر في الأتباع، وأياد في التصفيق والتأييد.

خامساً: التعليم والثقافة، ولا يخفى أن الغزو الفكري، ينتشر من خلال مدارس التعليم ومعاهده وجامعاته أفضل من أي مظهر آخر. 
وقد دخل الغزو الفكري إلى العالم الإسلامي، من باب يخيل إلى السطحيين من الناس أنه الباب الطبيعي. إذ حمل اسم العلم والمعرفة والتمدن. يقول القس زويمر: (المدارس أحسن ما يعول عليه المبشرون في التحكم بالمسلمين). 
ومن المعروف أن المسلمين أقبلوا على هذه المدارس بكثرة كاثرة، يلتهمون كل ما احتوته من عقيدة وفكر، لا يميزون صحيحها من فاسدها، ونفعها من ضرها. 
وبما أن الثقافة ليست علوماً ومعارف وأدباً وفنوناً فحسب، بل مناهج فكر وخلق، تصطبغ حياة الأمة بصبغتها في شتى ضروب نشاطها، فإن (الغزو الفكري) استطاع من خلال الثقافة، أن يلقي بمزيج من الأخلاط الغربية الملتمسة من الفكر الغريب المنحرف، والتوجيه الفاسد، القائم على التخطيط الشرير. ولذا قام الغزو الفكري بالدعوة إلى الأغراض الآتية: 
1- الدعوة إلى إضعاف العلاقة بين المسلمين بقطع الروابط الثقافية وإحياء الثقافات الجاهلية. 
2- الدعوة إلى العامية، و إلى تطوير اللغة. 
3- إيجاد الشعور بالتبعية الثقافية، والشعور بمركب النقص. 
4- دفع الجامعات إلى الاعتماد على كتب المستشرقين العلمية. 
5- توهين جهود المخلصين الثقافية والإبداعية. 
6- تمجيد القيم الغربية، وتسفيه القيم الإسلامية، والدعوة إلى نبذها. 
7- لفت أنظار المجتمعات إلى القشور، وإلهائها عما يفيد وينفع. 
8- إحياء المذاهب الفلسفية والجدلية، والبعد عن الأساليب العلمية. 
9- إنشاء الموسوعات التاريخية الإسلامية، وبذر الشكوك ولي الحقائق من خلالها. 
10- الحرص على تكوين جيل مثقف، يحمل راية الاستشراق والدعوة إليه. 
11- الدعوة إلى تدريس العلوم الطبية وغيرها بلغات غير اللغة العربية، ليظل المسلم عنده إحساس بعجز اللغة العربية لغة القرآن.

سادساً : الخدمات الاجتماعية: واستغلالها كطريق يساعد على إمرار ما يراد إمراره، ولذلك أصبحت المخيمات، والمستشفيات، والمستوصفات، والجمعيات الخيرية، ووكالات الإغاثة، ودور الأيتام، والمسنين، وغيرها. . .. مراكز غزو!! 
ومما يلاحظ أن (الغزو الفكري) لم يقتصر على تلك المظاهر، وإنما كانت هناك خطوات أخرى، محسوبة ومدروسة ومخطط لها، ومنها: 
1- الإرساليات التبشيرية التي قل أن يخلوا مجتمع إسلامي منها. 
2- الإعداد الصهيوني والتنسيق بينه وبين الفكر الغربي. 
3- استغلال البعثات العلمية والثقافية. 
4- الامتيازات الأجنبية والحصانات الدبلوماسية واستغلالها. 
5- استغلال الأقليات والطوائف وإثارة النعرات. 
6- التعاون بين التبشير والسياسة. 
7- استغلال الحركات الوطنية، والتطلعات السياسية. 
8- الرحلات، وجمعيات الصداقة، والدعوة إلى العالمية، والمجتمعات الكشفية. 
9- المساعدات الاقتصادية، وربطها بتسهيلات، وتنازلات معينة. 
10- الدعوة إلى الحوار الحر، مع نبذ العقائد والأفكار، والتجرد للوصول إلى الحقيقة في زعم هؤلاء.

يتبادر إلى أذهان الجميع لماذا التركيز على المرأة من قبل المستغربين العلمانيين؟
والسر أن هؤلاء قد فطنوا لمكانة المرأة الأساسية ودورها في صنع الأمة وتأثيرها على المجتمع ولذلك أيقنوا أنهم متى ما أفسدوا المرأة ونجحوا في تغريبها وتضليلها فحين ذلك تهون عليهم حصون الإسلام بل يدخلونها مستسلمة بدون أدنى مقاومة.

ومظاهر تغريب المرأة المسلمة كثيرة جدا يصعب استقصاؤها ولكن نذكر من أهمها :
1-   من مظاهر التغريب التي وقعت فيها المرأة المسلمة والتي نراها ولا تخفى عن ذي كل عينين :
الاختلاط في الدراسة وفي العمل، إذ أنه في معظم البلدان العربية والإسلامية؛ الدراسة فيها دراسة مختلطة ، والأعمال أعمال مختلطة، ولا يكاد يسلم من ذلك إلا رحم الله، وهذا هو الذي يريده التغريبيون ،فإنه كلما تلاقى الرجل والمرأة كلما ثارت الغرائز، وكلما انبعثت الشهوات الكامنة في خفايا النفوس، وكلما وقعت الفواحش لاسيما مع التبرج وكثرة المثيرات وصعوبة الزواج وضعف الدين ، وحين يحصل ما يريده الغرب من تحلل المرأة، تفسد الأسرة وتتحلل، ومن ثم يقضى على المجتمع ويخرب من الداخل،فيكون لقمة سائغة.
وإذا بدأ الاختلاط فلن ينتهي إلا بارتياد المرأة لأماكن الفسق والفجور مع تبرج وعدم حياء، وهذا ما حصل ولا يزال فأين هذا من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم حين خرج من المسجد فوجد النساء قد اختلطن بالرجال فقال لهن : (استأخرن ... عليكن بحافات الطريق) رواه أبو داوود وحسنه الألباني.

2-   ومنها أيضا: التبرج والسفور: والتبرج أن تظهر المرأة زينتها لمن لا يحل لها أن تظهرها له.
والسفور: أن تكشف عن أجزاء من جسمها مما يحرم عليها كشفه لغير محارمها . كأن تكشف عن وجهها وساقيها وعضديها أو بعضها ، وهذا التبرج والسفور فشا في كثير من بلاد المسلمين، بل لا يكاد يخلو منها بلد من البلدان الإسلامية إلا ما قل وندر، وهذا مظهر خطير جداً على الأمة المسلمة، فبالأمس القريب كانت النساء محتشمات يصدق عليهن لقب: ذوات الخدور.
ولم يكن هذا تقليدا اجتماعيا ، بل نبع من عبودية الله وطاعته، ولا يخفى أن الحجاب الشرعي هو شعار أصيل للإسلام ، ولهذا تقول عائشة – رضي الله عنها- : (يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن)) شققن مروطهن فاختمرن بها)البخاري 4758

ولهذا كان انتشار الحجاب أو انحساره مقياساً للصحوة الإسلامية في المجتمع و دينونة الناس لله، وكان انتشاره مغيظاً لأولئك المنافقين المبطلين.

3-   من مظاهر التغريب: متابعة صراعات الغرب المسماة بالموضة والأزياء، فتجد أن النساء
المسلمات قد أصبحن يقلدن النساء الغربيات وبكل تقبل وتفاخر ، ولذلك تقول إحدى النساء الغربيات ممن يسمونها برائدة الفضاء لما زارت بلدا من البلدان العربية، قالت: إنها لم تفاجأ حينما رأت الأزياء الباريسية والموضات الحديثة على نساء ذلك البلد.

ولم يسلم لباس الأطفال – البنات الصغيرات- إذ تجد أن البنت قد تصل إلى سن الخامسة عشر وهي لا تزال تلبس لباسا قصيراً، وهذه مرحلة أولى من مراحل تغريب ملبسها ، فإذا نزع الحياء من البنت سهل استجابتها لما يجدّ، واللباس مظهر مهم من مظاهر تميز الأمة الإسلامية و المرأة المسلمة، ولهذا حرم التشبه بالكفار، وهذا والله أعلم لما فيه من قبول لحالهم وإزالة للحواجز وتنمية للمودة، وليس مجهولا أن تشابه اللباس يقلل تمييز الخبيث من الطيب ، والكفر من الإسلام، فيسهل انتشار الباطل وخفاء أهله.

والموضة مرفوضة من عدة نواحي منها:
أ‌-       التشبه بالكافرات . والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول:
    (( من تشبه بقوم فهو منهم)) (رواه أبو داود والإمام أحمد وهو صحيح) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية
 رحمه الله: والصراط المستقيم : هو أمور باطنة في القلب من اعتقادت وإرادات وغير ذلك، وأمور ظاهرة من أقوال وأفعال ، قد تكون عبادات ، وقد تكون عادات في الطعام واللباس والنكاح... الخ
وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ولابد ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهرة ، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعورا وأحوالا...)
انتهى من اقتضاء الصراط المستقيم ، فعلم من هذا خطورة هذا التشبه وتحريمه.

ب‌- الضرر الاقتصادي للتعلق بالموضة ، ومعلوم كم تكلف هذه الموضة من أموال تنقل إلى بلاد
الغرب الكافرة.

وللعلم فإن 30% من ميزانية الأسرة العربية تنفق على احتياجات المرأة نفسها من ملبس وأدوات تجميل و مكياج وتزداد هذه النسبة بازدياد الدخل ومستوى التعليم وينخفض بانخفاضهما .

ج- كثرة التحاسد بين النساء لأنهن يجذبهن الشكل الجميل، فيتفاخرن ويتحاسدن، ويكذبن، ومن ثم
 قد تكلف زوجة الرجل – قليل المال- زوجها ما لا يطيق حتى تساوي مجنونات الموضة، ولا حول
 ولا قوة إلا بالله. وغير هذا من المخالفات الشرعية الكثيرة.

4-   ومن مظاهر التغريب : الخلوة ، خلوة المرأة بالرجل الأجنبي الذي ليس لها بمحرم ، وقد
تساهل الناس فيها حتى عدها بعضهم أمراً طبيعياً ،فالسائق والطباخ أصبحا من أهل البيت ولا غرابة في ذلك، حتى ذكر أنه شوهدت امرأة مع رجل أجنبي ليس من أهل بيتها ، فحينما سئل هذا الرجل : كيف تمشي مع هذه المرأة وهي ليست لك بمحرم؟ قال: أنه من أهل البيت ،لأن له خمس عشر سنة وهو عند الأسرة فهو منها بهذا الاعتبار على حسب زعمه.

فالخلوة المحرمة مظهر من مظاهر التغريب التي وقعت فيها الأمة المسلمة حيث هي من أفعال الكافرين الذين ليس لهم دين يحرم عليهم ذلك ، و أما احترام حدود الله فهو من مميزات الأمة المسلمة الأصيلة . والجرأة على الخلوة تجاوز لحد من حدود الله وخطر عظيم وقد حرمه الشارع بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :((لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم)).رواه البخاري ومسلم.  






ومن أساليب العلمانيين في تغريب المرأة المسلمة:
1-   وسائل الإعلام بمختلف أنواعها ، من صحافة و إذاعة وتلفاز وفيلم ومجلات متخصصة في الأزياء والموضة ومن مجلات نسائية وملحقات نسائية ومن غير ذلك.
 والصحافة والمجلات تجد فيها أموراً فظيعة منكرة منها فتاة الغلاف التي أصبحت أمراً لازماً لا تفرط فيها أي من تلك المجلات،وفتاة الغلاف هذه لا تتكرر إذ يؤتى في كل أسبوع أو في كل شهر بفتاة جميلة عليها أنواع الزينة والأصباغ ثم بعد ذلك لا تأتي مرة أرى، وهذا إذلال للمرأة و إغراق في الرق وعودة حقيقية إلى عصر الظلم لها إذ تعامل كجسم ليس له روح مقابل دريهمات معدودات.
ثم تجد فيها من مواضيع الحب والغرام الشئ المهول ، وهذا يهدف إلى تهوين أمر الفواحش وقلب المفاهيم الراسخة، وإحلال مفاهيم جديدة مستغربة بعيدة عما تعرفها هذه الأمة المحمدية، فمن هذه العبارات:
في مجلة سيدتي عدد 510: قالت من عيوب الزوج العربي (الغيرة)!!!
في مجلة كل الناس عدد 58: قالت إحدى الكاتبات: ماذا لو قالت امرأة : (هذا الرجل صديقي)!!!
في مجلة الحسناء عدد81: الفضيلة والكرامة تعترضان مسيرة النجاح.

فعلى هذا مسيرة النجاح لابد فيها من الفحش والدعارة حسب مفهومهم المريض.
2-   ومن وسائلهم في تغريب المرأة المسلمة إبتعاثها للخارج وهذا حصل كثيراً في من بلدان المسلمين و إن كان يختلف من بلد إلى بلد قلة وكثرة، وحينما تذهب امرأة مسلمة إما لم تدرس شيئا عن الدين كما في بعض البلدان العربية و الإسلامية، أو ليس معها محرم ، ثم ترمى في ذلك المجتمع المتحلل، فماذا تتصور لها؟ وماذا تتوقع لها أن تفعل ؟ إنه أمر خطير إذا كان الشاب المسلم يُخشى عليه من الذوبان فيذهب كثيرون مسلمون ويرجعون منحرفين، فما بالك بفتاة تذهب في بحر متلاطم من الفساد والإفساد.
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له                    إياك إياك أن تبتل بالماء
فإذا رجعت هذه الفتاة المبتعثة كانت رسول شر للعالم الغربي من أجل تغريب المسلمات ونقلهن من التمسك بالشرع والخلق الإسلامي إلى التمسك بالمناهج والأفكار والآراء الغربية ، كما فعل أسلافها في مصر والكويت ، وكثير من المستغربات هن من هذا النمط الذي أشبع بالثقافة الغربية في غياب علم بالدين واعتقاد به مما أدى إلى استغرابها – أي كونها متبعة للغرب في نمط حياتها- .
3-   ومن أساليبهم : التعسف في استخدام المناصب، فقد تجد أحدهم في منصب ما ، ثم بعد ذلك يبدأ يصدر قوانين أو قرارات يمنع فيها الحجاب كما حصل في مصر وفي الكويت، أو يفرض فيها الاختلاط ، أو يمنع عقد ندوات ونشاطات إسلامية، أو يفرض فيها اختلاطا في مجالات معينة ، وبالتالي يحصل احتكاك الفتاة بالشاب ومن ثم يسهل هذا الأمر ، وكلما كثر الإمساس قل الإحساس، ثم بعد ذلك تتجاوز الحواجز الشرعية وتبتعد عن حياتها ثم تذوب كما ذاب غيرها.
  
وختاماً أرجو أن أكون قد وُفقت بما قدمت وما كان من صواب فمن الله وحده وله الحمد والفضل وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع:

3-   دعوى التحرير، د/ صالح بن عبد الله بن حميد.


إعداد:
مَشَاعِل غَازِي سنيد السهلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق